سوق «الصاغة»... منبع المجوهرات في مصر
سوق الصاغة هو سوق لبيع المصوغات الذهبية والفضية، يقع في منطقة الحسين بحي الجمالية، بالقرب من مسجد الحسين في قلب القاهرة الفاطمية.
ويعود تاريخ السوق إلى مئات السنين، عندما كان مركزًا لتجارة الذهب والفضة بين التجار المحليين والعالميين. ولا تزال أزقته المكدسة بمحلات المجوهرات تعكس روح القاهرة التاريخية، مما يمنح السوق سحرًا وطابعًا خاصًا.
تعرض محلات السوق مختلف أنواع القطع والمصوغات المعدنية، منها القطع التقليدية ذات الطابع الشرقي الشعبي، ومنها قطع أخرى تنتمي إلى أشهر التصاميم والماركات العالمية. ويضم السوق أيضًا عددًا من تجار الأحجار الكريمة، مثل الألماس والزمرد، وقطع نادرة قد يصعب العثور عليها خارج سوق الصاغة.
وتضم المنطقة ورشًا يعمل فيها أمهر وأشهر الحرفيين في مصر والشرق الأوسط. بعض هؤلاء الحرفيين ورثوا المهنة عن أجدادهم، في محلات وورش لم تتغير ملكيتها منذ مئات السنين، حيث توارثتها العائلات جيلًا بعد جيل.
ويُعتبر سوق الصاغة مرجعًا رئيسيًا في عالم الذهب، من حيث تحديد أسعار الذهب والمصنعية وغيرها من المعايير. وتتبع محلات المجوهرات خارج السوق قائمة أسعار سوق الصاغة، التي تُعد أسعارًا تنافسية وعادلة، لم تتأثر ببريق وأسعار المولات الحديثة.
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الحالي الذي أثّر بلا شك على سوق المجوهرات والقوة الشرائية للزبائن، فإن سوق الصاغة ما زال يحتفظ بمكانته كأحد أعرق أسواق المصوغات المعدنية في العالم. فهو يجذب المصريين بأسعاره العادلة، ويجذب السيّاح بما يقدمه من تذكارات فريدة، وبما يحمله من طابع فاطمي رائع وروعة معمارية تأسر الأنظار.